الراي العام - تقرير: محمد إدريس
على مدى خمس عشرة يوما وفي ستة وعشرين ولاية، اعلن مجلس الاحصاء السكاني الانتهاء من التعداد السكاني وبنسبة تنفيذ بلغت اكثر من (90%) في كافة المناطق بالبلاد فمنذ امس الأول الثلاثاء تم انهاء عمل العدادين في مختلف المناطق وذلك بحسب القرار الجمهوري (111) التي تعد المرحلة الاصعب من العملية.
فمنذ الساعة الثانية عشرة من الثلاثاء تم الانتهاء من اهم وأحد اصعب مراحل التعداد، وهي مرحلة العد الفعلي للسكن والمساكن في مختلف المناطق، ومن المقرر ان يتم خلال الايام القادمة تسليم الاستمارات من العدادين الى مكاتب الاحصاء المختلفة من نطاق الوحدات الادارية الى نطاق المحلية ثم نطاق الولاية ليتم تصنيفها وتحليلها في المراكز المختلفة للخروج بالبيانات المطلوبة في كل جانب خاصة في جانب الاعداد للانتخابات وتوزيع الثروة.
الا ان المشاكل التي واجهت التعداد لهذا العام، والتي كانت في اغلبها غير متوقعة لم تكن قليلة مثل تأجيل التعداد من قبل حكومة الجنوب بجانب المشاكل التي تنبأ البعض بها مثل المشاكل الامنية في دارفور، وتأتي النتائج الاولية للتعداد من قبل الجهاز المركزي للاحصاء التي اشارت الى ان نسبة التغطية بلغت اكثر من (90%) فيما وصلت نسبة التغطية في الولايات الشمالية نسبة الـ (100%) ويذهب في هذا الاتجاه مدير الجهاز المركزي للاحصاء د. ياسين الحاج عابدين الذي يؤكد لـ (الرأي العام) ان التعداد الخامس الذي تم انفاذه نجح بنسبة كبيرة فاقت نسبة الـ (100%) في الولايات الشمالية التي تشمل (الخرطوم- الجزيرة- النيل الابيض -سنار) فيما وصل الى نسبة (95%) في اقليم دارفور في مناطقه المختلفة، ويحمّل الحاج عابدين الحركة الشعبية مسؤولية تدني نسبة انفاذ التعداد في وحدات ادارية بولاية جنوب كردفان حيث قامت بمنع اجراء التعداد في تلك الوحدات لأسباب خاصة بها، وقال ان معالجات فنية ستتم للعمل على استيعاب سكان المنطقة ضمن تغطية التعداد.
وعلى الرغم ان هناك المعالجات التي سوف تتم للمناطق التي لم يجر التعداد السكاني فيها الا ان البعض يبدي تخوفه من سير عملية التعداد في المدن نفسها حيث تشير بعض المصادر ان عدداً من المواطنين الجنوبيين رفضوا عدهم في الشمال وهو الامر الذي من شأنه ان يصعب عملية اجراء المعالجات الفنية، الا ان مدير الجهاز المركزي بولاية الخرطوم محمد احمد يوسف يؤكد ان التغطية بالولاية وصلت الى نسب عالية وكان هناك تعاون كبير مع فرق التعداد في كافة المناطق بالولاية وقال ان يوم الاربعاء كان مخصصاً لمراجعة واكمال شمول التغطية واشار ان أمس خصص لاسترجاع مستندات واستمارات التعداد على مستوى الوحدات الادارية والمحليات فيما ستكون المرحلة القادمة على نطاق الولاية توطئة لتسليم الاستمارات الى مركز معالجة البيانات آليا.
الا ان تغطية منطقة حلايب يعد هو الآخر احد التحديات او العقبات التي كانت تقف امام التعداد، فهي بحسب رئيس لجنة المراقبة والمتابعة تحتاج الى قرار سياسي لانفاذه باعتبار انها قضية سياسية بين السودان ومصر، فالمنطقة اتفق الجانبان السوداني والمصري على ان تكون منطقة تكامل دون حسم عدة قضايا خاصة بها ويعد انفاذ التعداد بها احد تلك القضايا، غير ان مدير الجهاز المركزي للاحصاء د. ياسين الحاج عابدين يؤكد ان التعداد السكاني في منطقة حلايب تم اجراؤه دون اي مشاكل وعند سوالي عن الكيفية التي تم بها اجراء التعداد ومدى التنسيق مع الحكومة المصرية امسك عابدين عن الخوض في التفاصيل مكتفيا بأن العملية تمت بنجاح.
وينظر مدير الجهاز المركزي للاحصاء السابق د. عبدالرحمن محمد حسن لسير عملية التعداد جاءت ناجحة بنسبة كبيرة خاصة وان التقارير التي وردت من لجنة المراقبة والمتابعة التي تضم عدداً من المراقبين الاجانب والمحليين تؤكد ان العملية سارت بصورة جيدة ونبه الى ان العمل يتقبل نسبة خطأ وصواب الا ان نسبة الصواب يجب ان تكون اكبر من الخطأ لاعتماد النتيجة التي تتمخض عنها، واشار الى ان نسبة التنفيذ بالولايات كانت كبيرة وان الجهد الذي بذلته الفرق الارضية كان كبيراً منذ فترة طويلة حتى وصل الامر الى تخصيص رقم الطوارئ (999) للتبليغ عن عدم وصول العدادين بجانب سير العملية في مناطق مثل الجنوب ودارفور بشكل جيد
واكد د. عبدالرحمن ان المرحلة القادمة بعد انتهاء عملية العد ستكون فنية والتي تعد مرحلة استلام الاستمارات وتحليل النتائج وتصنيفها بسرعة باستخدام الاجهزة الحديثة (الماسحات الضوئية) توطئة لاخراجها، ونبه الى ان دور لجنة المراقبة والمتابعة من المفترض ان يتواصل بشكل فني داخل مراكز العمل لضمان سير العمل في الفرز كما هو مطلوب.